اكتشاف المعلومات المغلوطة

واحدة من الأسباب الأساسية التي تجعل الأخبار المزيفة مشكلة كبيرة هي أنها غالباً ما تكون قابلة للتصديق، لذا يسهل الوقوع في الفخّ. كما أن معظم الأخبار المزيفة مكتوبة لخلق "قيمة الصدمة"، وهي ردة فعل غريزية كالخوف أو الغضب.

وهذا يعني أنه من الضروري الانتباه لاستجابتكم الانفعالية على مثل هذه القصص وضبطها. بدلاً من ذلك، اسألوا أنفسكم "لماذا تمّت كتابة هذه القصة؟ هل السبب هو إقناعي بوجهة نظر معينة؟ هل السبب جعلي أشتري منتجاً معيناً؟  أنه محاولة جعلي أنقر على موقع إلكتروني آخر؟ هل أشعر بالاندفاع والتحفيز؟"

في حال صادفتم قصة من مصدر لم تسمعوا به من قبل، قوموا ببعض البحث المعمّق!

تفقّدوا عنوان الموقع الإلكتروني للصفحة التي تقرؤونها. إن أخطاء الطباعة في أسماء الشركة أو الإضافات الغريبة على السمع مثل ".infonet" أو  ".offer" بدلاً من ".com" أو ".ca" قد تعني أن المصدر غير موثوق.

احذروا من الناس الذين ينشرون أخباراً مزيفة لأنهم ينشئون أحياناً صفحات على الإنترنت أو تصاميم جرائد أو صوراً "تمّ التلاعب بها" تبدو رسمية، لكنها ليست كذلك. لذا، لو رأيتم تعليقاً مشكوكاً به يبدو وكأنه من منظمة الصحة العالمية مثلاً، تحقّقوا من موقع منظمة الصحة العالمية على الإنترنت للتأكد من أن التعليق موجود هناك بالفعل.

تذكّروا، حتى لو وصلتكم القصة من صديقكم المفضّل، لا يعطيها ذلك سلطة إضافية – ربما لم يتبع صديقكم هذه الخطوات قبل إعادة الإرسال!

القصة الخبرية الموثوقة تتضمّن الكثير من الوقائع – مثل التصريحات من الخبراء، وبيانات الاستطلاع، وإحصائيات رسمية. كما قد تحتوي على روايات شهود عيان تفصيلية ومتّسقة ومعززة من أشخاص موجودين في الحدث. إذا كانت هذه العناصر غائبة، فعليكم الشكّ في قصة الخبر!

هل تثبت الدلائل أن أمراً ما حدث بالفعل؟ أم أنه تمّ اختيار الوقائع "ولَويها" لدعم وجهة نظر معينة؟

لقد سهّلت برمجيات التعديل الحديثة على الناس خلق صور مزيفة وتبدو كأنها حقيقية.

مع ذلك، هناك بعض الإشارات التحذيرية التي يمكنكم الانتباه لها. مثلاً، الظلال الغريبة الموجودة على الصورة أو الأطراف والحواف المسنّنة والناتئة حول مظهر أو شكل ما.

كما يمكن للصور أن تكون صحيحة 100 بالمئة، لكن تمّ استخدامها في السياق غير الصحيح. على سبيل المثال، صور النفايات التي تغطي أحد الشواطئ قد تكون من شاطئ مختلف أو لقطة مأخوذة منذ 10 سنوات، ويتمّ الادعاء بأنها حدث من الفترة الأخيرة.

نعيش في عصر دورات نشرات الأخبار المتواصلة 24 ساعة. على عكس العصر الفائت عندما كانت جداول الطباعة والبثّ تتيح وقتاً للتحرير، والتحقّق من المعلومات، وتعديل الأخبار قبل النشر، يمكن أن تصل الأخبار اليوم إلى جمهور عالمي مباشرة عند النقر على الزر.

في الجانب الموازي، بينما تنتهي صلاحية البثّ التلفزيوني والجرائد اليومية نوعاً ما، يمكن أن تبقى المقالات الإخبارية المنشورة على الإنترنت في العَلن في العالم الافتراضي على الدوام.

غالباً ما يتمّ نشر هذه المقالات ونسيانها. بالرغم من أن حقائق جديدة قد تأتي تحت الضوء لاحقاً، لا يتمّ تحديث هذه المقالات. للتأكد من أنكم تقرؤون معلومات تمّ تحديثها، تفقّدوا دائماً تاريخ نشر هذه المعلومات.